الخميس , 1 يونيو 2023
الرئيسية / مقالات / «النواب» يوافق نهائيًا على تعديل «الإجراءات الضريبية» وسط هجوم برلمانى على الحكومة بسبب «سرية الحسابات»

«النواب» يوافق نهائيًا على تعديل «الإجراءات الضريبية» وسط هجوم برلمانى على الحكومة بسبب «سرية الحسابات»

وافق مجلس النواب نهائيًا، خلال الجلسة العامة اليوم، على مشروع القانون المقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام قانون الإجراءات الضريبية الموحد الصادر بالقانون رقم 206 لسنة 2020، فيما هاجم نواب الحكومة، بسبب سرية حسابات البنوك، مطالبين بضرورة وضع ضوابط في القانون تحمى سرية تلك الحسابات.

ويتيح التعديل تبادل المعلومات البنكية والضريبية بين مصر ودول أخرى تربطها بمصر اتفاقيات ضريبية، كما يتيح للدول الأجنبية المنضمة إلى الاتفاقيات الضريبية النافذة في حق مصر التحقق من المعاملات التجارية لرعاياها لمواجهة التهرب الضريبي، ويعطي لمصر حق المعاملة بالمثل مع 172 دولة انضمت إلى تلك الاتفاقيات.

وقال رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، فخري الفقي، خلال استعراضه تقرير مشروع القانون بالجلسة، إن تعديل القانون يأتي تنفيذًا لأحكام الاتفاقيات الضريبية الدولية المنضمة إليها مصر، مشيرًا إلى أن التعديل التشريعي، إجراء ضروري لاجتياز مصر تقييم منتدى الشفافية وتبادل المعلومات لمكافحة التهرب الضريبي على مستوى العالم.

وأضاف أن مصر اتخذت بعض الإجراءات التشريعية المتطلبة لتطبيق معايير تبادل المعلومات واجتياز التقييم، حيث صدر قانون الإجراءات الضريبية الموحد بالقانون رقم 206 لسنة 2020 متضمنًا في المادة (78) منه النص على أن يكون لمصلحة الضرائب المصرية تبادل المعلومات لأغراض الضريبة مع السلطات الضريبية في الدول التي تكون بينها وبين مصر اتفاقيات ضريبية دولية، وفي حدود ما تنص عليه أحكام هذه الاتفاقيات، كما لها أن تبرم بروتوكولات أو اتفاقيات مع الجهات الحكومية والهيئات العامة والنقابات والجمعيات وغيرها من الأشخاص الاعتبارية تسمح بتبادل المعلومات في ما بينها لأغراض تطبيق القانون، وفي حدود عدم الإخلال بالأسرار التجارية أو الصناعية أو المهنية للممول أو المكلف.

وقال رئيس مجلس النواب، حنفي جبالي، إن مشروع القانون المُقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام قانون الإجراءات الضريبية الموحد الصادر بالقانون رقم 206 لسنة 2022 يعد دقيقًا جدًا فنيًا وقانونيًا، مؤكدًا أن له آثار هامة بالنسبة للدولة لأنه يأتي تنفيذاً لالتزامات مصر الدولية والاتفاقية التي وافقت عليها مؤخرًا.

وأضاف جبالي أن مصر على موعد خلال أيام لتقييم مجموعة القرناء بالمنتدى العالمى للشفافية وتبادل المعلومات للأغراض الضريبية.

وتابع أن مشروع القانون يقتصر تطبيقه على تبادل المعلومات بين الدول بهدف مكافحة التهرب من الضرائب وإخفاء المتهربين لثرواتهم وأصولهم المالية على مستوى الدول، ولا يمس المعاملات المصرفية الخاصة بالمواطنين داخل الدولة أو الأسرار التجارية أو الصناعية أو المهنية لهم.

وقال وكيل محافظ البنك المركزي، شريف عاشور، إن مواد قانون البنك المركزى تحصن سرية الحسابات البنكية للأفراد، وهناك عقوبات فى نصوص القانون لمن يكشف تلك السرية سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، موضحًا أن مشروع القانون، شهد مناقشات مطولة، واطمئن البنك المركزى تمامًا بأنه لا مساس بأي شكل بسرية الحسابات البنكية المصرية المتعارف عليها.

وأوضح أن التعديل التشريعي يقتصر على المعاملات الضريبية المتعلقة برعايا الدول الأجنبية فى مصر، والمصريين في الخارج.

وقال وزير المالية، محمد معيط، إن تعديلات قانون الاجراءات الضريبية ليس لا علاقة من قريب ولا من بعيد بسرية حسابات المصريين والشركات المصرية علي الاطلاق، بل يأتي تنفيذا للاتفاقية الدولية التي وقعتها مصر.

وأضاف معيط: «هذا الأمر ليس بجديد علينا، فمثلا قانون “الفاتكا” و هو قانون الامتثال الضريبي الأمريكي الذي صدر في الولايات المتحدة الأمريكية، يهدف الى التصدي لعمليات التهرب الضريبي لبعض الأشخاص الأمريكيين من خلال استخدام حسابات تفتح في مؤسسات مالية أجنبية خارج الولايات المتحدة»، مؤكدًا أن الحكومة تتحرك في اجتماعات متواصلة من منذ أكثر من سنة والقانون مستوفي كافة الموافقات ومتفق مع الالتزامات الدولية، كما لا يمس حرية البيانات ولا المؤسسات المالية المصرية.

على الجانب الآخر، شن رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور، أحمد خليل خير الله، هجومًا حادًا على الحكومة، وقال: «إحنا بنساعد الحكومة و الحكومة تصر على ألا تساعد نفسها، الناس بتكمل عشاهم نوم»، مضيفًا «حسوا بالناس، التضخم وصل إلى 21%، وعملة بلدي قلت بنسبة 56%، اطلعوا قولوا للناس حاجة، الحكومة بتصحى من النوم تقول هنعمل مشاكل مع مين النهارده، لا نملك جوازات سفر أجنبية عشان نسافر، دى بلدنا هنعيش ونموت فيها». وتابع: «رئيس الوزراء أرجو أن تختاروا متحدث رسمي يكون كاريزما يطلع يفهم الناس حاجة».

ونبه خير الله أن عدد من المشكلات في الفترة الأخيرة ناتجة عن قرارات الحكومة، مشيرًا إلى أزمة المحلات التجارية والفاتورة الإلكترونية، وقال: «حتى حي الزمالك، نعمل جوة جزيرة جراج متعدد الطوابق.. »، ووجه حديثه للحكومة: «هاتوا حد بتاع تسويق يفكر لكم، أشعر أنه لا يوجد عقل سياسي بيفكر داخل الحكومة».

وأعلن أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، عبد المنعم إمام، تحفظه على مشروع القانون، قائلًا: «اتحفظ على القانون بهذا الشكل حتى يتم إجراء تعديلات عليه تحقق للمواطن الضمانات المطلوبة.. الحكومة المنوط بها حل مشاكلنا هي نفسها مشكلة».

وأضاف: «الحكومة وعدت بإصلاح مالي يجعل المصريين في رخاء، اليوم بعد ست سنوات من الإصلاح المواطن المصري من الطبقة الوسطى واقف يشحت في الشارع، ويقولك فلوسي راحت في الإصلاح»، مؤكدًا: «الحكومة فشلت وعليها أن ترحل وتُحاسب على ما اقترفته من إهدار لموارد الشعب المصري». وشدد: «لو لم توقع مصر على الاتفاقيات فمن حق الدول العشرين الكبار أن يفرضوا علينا قيود تتعلق بالقروض».

وأعلن النائب ضياء الدين داود، رفضه لمشروع قانون الإجراءات الضريبية، قائلًا: «نحن أمام مأزق اقتصادي، فمتى تعترف الحكومة بالخطأ وتقول أنا اخطأت التقدير، نحن أمام حكومة لا تعتذر ولا تعترف بخطأ»، مضيفًا: «أخطاء الحكومة المركبة فرضت علينا أن نكون أمام نصوص بهذا المستوى ونكون مجبرين على التوقيع».

ووجه داود سؤالًا للنواب: «متى تجبرون الحكومة على الاعتذار للشعب المصري أو الرحيل».

ومن جانبه رفض رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الإصلاح والتنمية، أيمن أبو العلا، مشروع القانون، مؤكدًا أنه ليس مطمئنًا على سرية الحسابات من هذا التعديل.

وأضاف أن المساس بسرية الحسابات محمية بقانون البنك المركزي، و هذا التعديل يمس السرية بصورة أو بأخرى لأنه عندما تطلع أي دولة على حساب سري فهذا يمس السرية، متسائلًا: «لماذا لم يدرج هذا التعديل في قانون البنك المركزي وتم إدراجه بالإجراءات الضريبية».

وأشار إلى أن الحكومة تدعو للشمول المالي كما تدعو المواطنين لعمل حسابات بنكية، وهذا التعديل التشريعي يثير المخاوف لديهم.

شاهد أيضاً

تقرير دولي: مصر تواجه أزمة اقتصادية قد تودي باستقرارها

نشر موقع مجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل تقريرا، شارك فيه ريكاردو فابياني ومايكل وحيد حنا، …