كشفت نقابة الأطباء أمس عن زيادة معدل الوفيات في شباب الأطباء، خلال العام الجاري، ليصل إلى طبيبين كل شهر، من الحالات التي استطاعت النقابة حصرها بخلاف الوفيات الناتجة عن إصابات كورونا، وذلك مقارنة بعشرة وفيات عام 2021، وسبع وفيات في عام 2020، و11 وفاة في 2019، وأربع وفيات في 2018.
وقال عضو مجلس نقابة الأطباء، رشوان شعبان، لـ«مدى مصر» إن الوفيات التي أحصتها النقابة كانت لشباب تمتعوا بصحة جيدة ولم يعانوا من أي مشاكل صحية، لكنهم توفوا أثناء ساعات العمل، مضيفًا: «رغم عدم اكتشاف سبب الوفاة المباشر، إلا أن أغلب الوفيات نتيجة أزمات قلبية بسبب الإجهاد في العمل».
وأضاف شعبان أن الإنسان العادي يقضى في العمل ثماني ساعات، ومثلها في الأنشطة الاجتماعية ومثلها للنوم، لكن في حالة الأطباء توجد نبطشيات تصل إلى 24 ساعة و48 ساعة، إضافة إلى بيئة العمل نفسها التي تعرض الأطباء للضغط العصبي، والتعرض للتعدي البدني أحيانًا، مشيرًا إلى أنه شخصيًا عمل في إحدى المرات عندما كان شابًا لمدة ثلاثة أشهر من 8 ليلًا لـ 8 صباحًا بدون إجازات.
من جانبها، قررت هيئة مكتب النقابة العامة للأطباء تنظيم ورشة عمل تضم الجهات المعنية مثل: المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، ووزارات الصحة والمالية والقوى العاملة، واللجان المعنية بمجلس النواب، وذلك لمناقشة الأسباب التي يمكن أن تكون أدت لهذا الارتفاع في أعداد الوفيات ومن ضمنها؛ ساعات العمل المثلى للأطباء، والعوامل التي تجبر الطبيب على العمل ساعات متواصلة قد تصل لأيام، والتي لا تؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية للطبيب، فقط، وإنما على تقديم الخدمة الطبية للمواطنين، وذلك للخروج بمحددات وتوصيات تعرض على الحكومة لتنفيذها.
وأشارت النقابة إلى أن من ضمن الأسباب الظاهرة: ضغوط العمل وعجز الأطباء في بعض الجهات مثل المستشفيات الجامعية، والرواتب المتدنية، ومقابل النوبتجيات، ما يضطر معه الطبيب للعمل في أكثر من جهة لمواجهة أعباء الحياة، ويعود بالضرر البالغ على الطبيب والمريض على حد سواء.
في الشأن نفسه، قررت هيئة مكتب النقابة أيضًا، إعداد دراسة متخصصة تحدد الأعداد المطلوبة لدخول كليات الطب في السنوات المقبلة بما يكفي لسد العجز في أعداد الأطباء، على أن يتم إسناد تلك المهمة إلى إحدى الجهات المتخصصة.
وقال نقيب الأطباء، حسين خيري، إن العجز الشديد في عدد الأطباء حاليًا لن يتم تغطيته قبل مرور سبع سنوات على أقل تقدير.