«أستاذ كرم، من فضلك مالكش دعوة بالنقابة الأربع سنين الجايين. ده مش وقتك لأن الدولة تمر بأوضاع صعبة شوف لنا حد غيرك يترشح»، هكذا حسم جهاز الأمن الوطني مصير نقابة العاملين بأندية قناة السويس -إحدى النقابات المستقلة-، وفقًا لنص الحوار الذي دار بين أحد ضباط جهاز الأمن الوطني ورئيس اللجنة النقابية بأندية هيئة قناة السويس، كرم عبد الحليم، حسبما قال الأخير لـ«مدى مصر».
وقال عبد الحليم، إنه اضطر لزيارة جهاز الأمن الوطني بناءً على توجيه من نادي قناة السويس الرياضي -الجهة الوظيفية التي يتبعها كرم- بعدما رفض النادي توثيق إحدى الأوراق الضرورية -بالختم الرسمي- لإيداع أوراق ترشحه في المرحلة الثانية من الانتخابات العمالية الحالية، بدعوى وجود تعليمات من جهة أمنية ألا يسمح النادي بتوثيق تلك الورقة.
وأوضح عبد الحليم، العضو بحزب العيش والحرية، أنه لم يتسن له الترشح بالانتخابات النقابية، بعد انتهاء مدة الترشح أمس، فيما قرر كل زملائه باللجنة النقابية عدم الترشح تضامنًا معه، كما لم يترشح أي عضو في الجمعية العمومية للنقابة.
وقال عبد الحليم إن الخطوة القادمة بعد عدم تقدم اي مرشحين تتمثل في أن يدعو بصفته رئيس اللجنة الجمعية العمومية لاختيار أعضاء جدد للجنة النقابية، ولكنه توقع ألا تقبل وزارة القوى العاملة إيداع أوراق اللجنة النقابية الجديدة.
ويمثل تدخل جهاز الأمن الوطني لمنع المرشحين في الانتخابات النقابية الحالية من الترشح بالتهديد أو بمنعهم من الحصول على الأوراق الضرورية للترشح، نهجًا أمكن لـ«مدى مصر» توثيق إحدى حالاته في المرحلة الأولى من الانتخابات في تقرير سابق، كما أشارت له دار الخدمات النقابية والعمالية في تقرير سابق له.
ويأتي هذا النهج موازيًا لنهج آخر في الحرمان من الترشح بالاستبعاد من قوائم المرشحين بعد السماح بتقديم الأوراق، وهو ما أشار له «مدى مصر» في تقريره السابق عن المرحلة الأولى من الانتخابات، لكن لم يتبين ما إن كان مستمرًا من عدمه في المرحلة الثانية لأن قوائم المرشحين في المرحلة الثانية لم تصدر بعد.