الثلاثاء , 3 أكتوبر 2023
الرئيسية / مقالات / «ولاية سيناء» ينتقم من «اتحاد القبائل» في وسط سيناء

«ولاية سيناء» ينتقم من «اتحاد القبائل» في وسط سيناء

استهدف تنظيم «ولاية سيناء» تجمعات لقبيلة الترابين، في منطقة المغارة بوسط سيناء، عبر هجومين متتاليين، اﻷسبوع الماضي، أسفرا عن مقتل سبعة وإصابة اثنين واختطاف شخص من القبيلة التي تقود ما يُسمى باتحاد قبائل سيناء، الذي يتشارك مع القوات المسلحة في الحرب على الجماعات المسلحة في شمال سيناء.

بعد قرابة أسبوعين من الهجومين، أعلن «ولاية سيناء» مسؤوليته عنهما، عبر ذراعه الإعلامية، وكالة «أعماق» التي نشرت صورًا أظهرت استخدام أفراد التنظيم أسلحة آلية خفيفة، وسيارات دفع رباعي كان بعضها مموهًا بالطين، وهو تكتيك مُتبع للتخفي من الطائرات المسيّرة في المناطق الصحراوية والجبلية.

اللافت هو تنفيذ الهجوم خلال النهار، بواسطة نحو 19 مسلحًا ظهروا في الصور متجمعين قبل الهجوم، دون أن ترصدهم الطائرات المُسيّرة، التي لا تغادر سماء شمال سيناء، أو الطيران الحربي.

في بيانه، وصف التنظيم الهجوم بأنه استهدف «حاجز للصحوات» (الاسم المتعارف عليه ﻷفراد اتحاد القبائل)، غير أن أبناء قبيلة الترابين الذين ظهروا في الصور لم تكن بحوزتهم أسلحة.

مصدر محلي أوضح لـ«مدى مصر» أن المنطقة التي وقع فيها الهجوم قريبة من أحد أبراج الاتصالات، وتُعتبر المنطقة الوحيدة التي يوجد بها شبكات اتصال في منطقة المنجم القريبة من منطقة جبل المغارة في وسط سيناء، لذا يتردد عليها المواطنون غالبًا لإجراء اتصالاتهم الهاتفية.

ورجح المصدر أن أفراد التنظيم كانوا يرصدون المنطقة، وأنهم نفذوا هجومهم بمجرد مشاهدتهم لأفراد قبيلة الترابين، لافتًا إلى أن معظم سكان التجمعات القروية في المنطقة رحلوا، ولم يتبق هناك سوى المتعاونين مع القوات المسلحة، ومعظمهم من الترابين الذين شكّلوا ما يُسمى باتحاد «شباب المغارة والمنجم»، المنضوي تحت قيادة اتحاد قبائل سيناء، الذي يتخذ مقاتليه قرية البرث، جنوبي مدينة رفح، مقرًا رئيسيًا لهم.

توقيت ومكان هجومي «ولاية سيناء» يشيران إلى أنهما انتقام من «شباب المغارة والمنجم»، الذي نشط مؤخرًا في مواجهة التنظيم في تلك المنطقة من وسط سيناء، سواء برصد أفراده عبر تمشيط مساحات واسعة من مناطق تواجدهم، أو عبر كشفهم للعديد من العبوات الناسفة.

وشهد الشهر الماضي استسلام مقاتلين في التنظيم وعائلات آخرين، في مناطق متفرقة بشمال سيناء، نتيجة التضييق عليهم، وصولًا لعدم قدرتهم على إيجاد الطعام، حسبما قالت مصادر قبلية لـ«مدى مصر» في وقتٍ سابق. فيما أعلن اتحاد قبائل سيناء، في 15 يناير الماضي، سيطرة مقاتلي الترابين على مخزن تابع لـ«ولاية سيناء» في المغارة وسط سيناء، تواجدت به كميات من المواد الغذائية والملابس.

قتلى الترابين في الهجومين اﻷخيرين كان من بينهم أفراد ممَن شاركوا في الكشف عن مخزن التنظيم، حسبما أعلن عضو مجلس النواب عن شمال سيناء جازي سعد، وهو من أبناء وسط سيناء.

ومثّل وسط سيناء، بتضاريسه المعقدة، منطقة استراتيجية للتنظيم مؤخرًا، بعدما ضيّقت القوات المسلحة الخناق عليه في مناطق نشاطه جنوبي مدن شمال المحافظة؛ رفح والشيخ زويّد والعريش وبئر العبد.

في تقرير عن الحرب بشمال سيناء، نُشر في ديسمبر الماضي، أشار معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إلى تغيير «ولاية سيناء» من تكتيكاته في الحرب ضد القوات المسلحة المصرية بعد الهجوم على قرى «المثلث الأخضر» في يوليو من العام الماضي، والتي فقد -التنظيم- سيطرته عليها قبل نهاية العام. ولفت المعهد، المختص بتحليل الأوضاع المؤثرة على الأمن القومي الإسرائيلي، إلى أن التنظيم سوف يتخذ من وسط سيناء -خاصة جبلي المغارة ويلق- مرتكزًا جديدًا له، في سبيل خلق طرق التفافية بعيدة عن مناطق سيطرة الجيش في الشمال، لتمكنه من تنفيذ هجماته المسلحة.

إعادة التمركز في وسط سيناء لم تمنع التنظيم من محاولة إثبات وجوده في المناطق الشمالية من المحافظة على فترات متباعدة، عبر تنفيذ هجمات على الآليات العسكرية، خاصة في الشيخ زويّد وبئر العبد، وكذلك عبر استهداف مدنيين بدعوى تعاونهم مع اﻷمن.

بحسب مصادر محلية، عثر أهالي قرية الشلاق، التابعة للشيخ زويّد، في 5 فبراير الجاري، على جثمان صبي مذبوحًا ومُقيد اليدين، وذلك بعد أيام من اختفائه. لاحقًا أعلن «ولاية سيناء» مسؤوليته عن خطف الصبي وذبحه بوصفه «جاسوس للجيش المصري».

قبلها بأيام، وفي 26 يناير الماضي، انفجرت عبوة ناسفة في سيارة تابعة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي، أثناء مرورها في قرية تفاحة جنوبي بئر العبد، ما أسفر عن وفاة سائقها.

بخلاف تلك الحوادث، شهدت الفترة من 15 يناير الماضي وحتى كتابة التقرير، نشر مواقع إخبارية تغطيات لتشييع جثامين تسعة عسكريين (ضابط ورقيب و7 مجندين)، بوصفهم قُتلوا «أثناء تأدية واجبهم الوطني في شمال سيناء»، وهم: النقيب محمد عمرو (السويس)، والرقيب محمد حمدى عوض (الشرقية)، والمجندين: أحمد محمود النمر (القليوبية)، رأفت محمد عبد العليم (بني سويف)، خالد حمدي السواحلي (كفر الشيخ)، جابر عبد الفتاح محمد (سوهاج)، السيد ثابت السيد (الشرقية)، محمود رضا أحمد مندور ( بورسعيد)، أسامة حمدي عبد الستار (قنا).

كان آخر بيانات المتحدث العسكري للقوات المسلحة بشأن الحرب في شمال سيناء، بتاريخ 8 ديسمبر 2020، وأعلن فيه مقتل 25 مسلحًا جراء عمليات قصف جوي، ومقتل ضابطين وأربعة ضباط صف وجندي نتيجة للمعارك.

شاهد أيضاً

مصر.. هل تسمح السلطة بمراقبة موازية للانتخابات الرئاسية؟

كشفت مصادر حقوقية مصرية مستقلة، عن وجود مساع للمراقبة الموازية للانتخابات الرئاسية المصرية المقررة في …