انتقد جورج إسحاق عضو، المجلس القومي لحقوق الإنسان الوضع الحقوقي في مصر، معتبرا أن حقوق المصريين أصبحت في تراجع شديد بعد ثورة يناير بشكل يعد خطرا على المجتمع .
وسرد إسحاق العديد من الانتهاكات التي وقعت في مصر من حالات الاختفاء القسرى وحالات القبض العشوائى وعودة ظاهرة زوار الفجر واعتقال الكثير والكثير من الشباب بسبب آرائهم على مواقع التواصل الإجتماعى!
وأبدى عضو القومي لحقوق الإنسان استنكاره لما يحدث قائلا: كيف اعتقل الشباب الذى اعتزل العمل السياسى لمجرد الاشتباه؟ وكيف يفرج عن الشباب بكفالة ويستمر احتجازهم وتعرضهم “للكعب الداير” لمجرد تشابه أسماء لا تمت للعقل والمنطق بصلة!!
وأكمل تساؤله: كيف تحجب المواقع الإخبارية !! وتمنع المقالات!! ويتعرض المعارضون للحملات القذرة القائمة على التشويه والتخوين والإساءة والسب والقذف دون أى رادع أو محاسبة!! كيف يموت الشباب المعتقل بسبب الإهمال فى علاجه!! كيف يلجأ السجين الشاب للقضاء رافضا حبسه الانفرادى!! كيف يلجأ السجين للقضاء للحصول على حقه فى أن يقرأ ويسمح له بالكتب داخل محبسه!
وتابع في مقال له على صحيفة الشروق بعنوان ” حقوق الإنسان فى مصر.. إلى أين؟”: كيف تعرض قيادات العمل السياسى والأحزاب للاعتداء فى مظاهرات سلمية من أجل الحفاظ على الأرض!! كيف تعرضت نقابة الصحفيين للاعتداء الوحشى من قبل أفراد الأمن وإصابة بعض الصحفيين !! كيف يتحاكم كفيف فى تهمة قنص بالسلاح!!
ورأى إسحاق أن من أهم اختراقات حقوق الإنسان ما يحدث فى السجون، مشيرا إلى أنه رغم أن المجلس القومى لحقوق الإنسان وقع اتفاقا مع وزارة الداخلية لتحسين الأداء داخل السجون الا أنه لا يطبق هذا الاتفاق كيفما أبرم له، إلى جانب منع دخول الكتب والأدوية ومنع الزيارة.
ولفت إلى أن والأدهى والأمر هو أماكن الاحتجاز فى أقسام الشرطة، واصفا هذا الأمر بانه شىء غير آدمى ولا يمتُّ لحقوق البشر بصلة.
ووصف اسحاق ما حدث مؤخرا في جزيرة الوراق الذى راح ضحيتها أحد شباب الجزيرة وأصيب الآخرون بأنه انتهاك أهم حق من حقوق الإنسان وهو الحق فى السكن مشددا على أنه ليس من حق أحد أن يخرج سكان من أراضيهم وينتزع حقهم فى بيوتهم ومنازلهم وخاصة بهذه الطريقة العشوائية.
ووجه إسحاق للسلطة الحالية نداء ونصيحة مفادها: اسمعوا المواطنين، قدروا ظروفهم، افتحوا مجالا للحوار، اغلقوا باب العنف الأمنى فقد ثبت فشله فى إدارة الأزمات وخاصة الاجتماعية منها. ضعوا حقوق الإنسان فى المقام الأول، فما حدث فى الوراق من تصدى الشعب للقوات الأمنية هو نذير خطر يدق ناقوس المجتمع.
واستطرد في نهاية مقاله: ضعوا حقوق الإنسان المصرى نصب أعينكم فهى الآن تتعرض لرياح عاتية من الممكن أن تدمر الكل إذا لم يتم حمايتها والحفاظ عليها حتى لا تندثر وتصبحوا على ما فعلتم نادمين.