انتقد “يوسي ميلمان” المحلل العسكري لصحيفة “معاريف” رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكذلك الرقابة العسكرية التي سارعت لنفي تصريحات للأول قال فيها إن مجموعة تابعة لتنظيم “داعش” أطلقت صاروخا على مروحية إسرائيلية على الحدود مع سيناء، وتوغلت داخل الحدود الإسرائيلية قبل القضاء عليها.
وقال إن الرقابة العسكرية لو تمهلت قليلا أو اتصلت بمكتب نتنياهو أو حتى سمعت الفيديو الذي يظهر فيه رئيس الوزراء يلقي كلمة في احتفال لحزب الليكود قبل أيام، لعلمت أن نتنياهو المتهم بكثرة زلات لسانه لم يكشف سرًا حربيًا، بل واقعة حدثت منذ سنوات وتناولها الإعلام على نطاق واسع.
وأضاف :”صحيح أن العلاقات مع مصر حساسة للغاية، لكن بعضها كُشف في الإعلام الدولي وليس فقط داخلها. قبل نحو أسبوعين فقط، أثنى عبد الفتاح السيسي على تلك العلاقات في لقاء مع زعماء يهود بنيويورك”.
ومضى مؤكدًا أن ما باتت تسمى العلاقات الدافئة مع مصر لم تعد سرا بالقول: ”منذ عدة أسابيع نقلت وكالة أنباء “بلومبرج” عن مصدر إسرائيلي أنّ طائرات إسرائيلية تشارك من وقت لآخر في شنّ غارات على أهداف تابعة للإرهابيين بسيناء، وذلك بالتنسيق مع الجيش المصري الذي يقاتل تلك الجماعات”.
“ميلمان” الذي يعد أحد أشهر المحللين العسكريين في إسرائيل تابع قائلا “في العام الماضي نشرت المجلة الفرنسية “إنتليجانس أونلاين” خبرا يفيد بأن أجهزة المخابرات الإسرائيلية، وبالتحديد الوحدة 8200 التابعة لجهاز أمان (المخابرات العسكرية الإسرائيلية) تساعد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في عملية جمع المعلومات الاستخبارية لصالح الجهود العسكرية المصرية”.
وقال نتنياهو في حفل “احتساء نخب” ضم أعضاء بحزب الليكود الذي يتزعمه :”منذ وقت ليس بعيدا أطلق داعش صاروخا محمولا على الكتف باتجاه مروحية تابعة لنا خلال عملية اختراق بري، توغلوا داخل أراضينا وقمنا بتصفيتهم”.
وبحسب “ميلمان” قصد رئيس الوزراء الإسرائيلي العملية التي وقعت على الطريق 12 (الحدود مع مصر على طريق إيلات) في أغسطس 2011، عندما تسللت مجوعة من المسلحين داخل الحدود الإسرائيلية في عدة نقاط واشتبكت لساعات مع قوات الاحتلال.
هاجم المسلحون آنذاك حافلتين وسيارتين ملاكي تصادف مرورها على الطريق، وقتلوا 8 إسرائيليين بينهم جنديين. وقتل في تبادل إطلاق النار خمسة جنود مصريين والمسلحين السبعة. وخلال المعارك أطلق المسلحون صاروخا لا يعرف تحديدا إن كان مضاد للدروع أم الدبابات تجاه مروحية إسرائيلية وأخطأ هدفه.
مع ذلك، رأى المحلل العسكري لـ”معاريف” أن نتنياهو وقع في خطأين تسببا في هذه الضجة، وصورا أن العملية التي تحدث عنها وقعت قبل فترة زمنية وجيزة وأن الحديث يدور عن سر حربي يكشفه لأول مرة.
وقال إن الخطأ الأول أنه قال إن العملية وقعت “منذ وقت غير بعيد”، لكنها وقعت قبل 5 سنوات، وبالمفاهيم الإسرائيلية وتلك الخاصة بالتغيرات الأمنية السريعة على طول الحدود، فإن 5 سنوات وقت بعيد.
أما الخطا الثاني فكان أن تحدث نتنياهو عن داعش. لكن من نفذ العملية قبل 5 سنوات كانت جماعات سلفية محلية تابعة لتنظيم القاعدة. ولم يكن للتنظيم من تواجد بعد في المنطقة خلال هذه الفترة. فمنذ ما يزيد عن العامين فقط بايعت تلك الجماعات وأشهرها” أنصار بيت المقدس” داعش وزعيمها أبو بكر البغدادي.