يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي نيويورك الأحد المقبل 21 سبتمبر، في زيارة تستغرق نحو خمسة أيام يرأس خلالها وفد مصر باجتماعات الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في أول مشاركة بهذا المحفل الدولي الضخم.
وتشهد زيارة الرئيس عقد برنامج مكثف وضخم من اللقاءات مع قادة الدول سواء الذين طلب عدد كبير منهم التقاءه خلال هذه الزيارة، إلى جانب رؤساء الحكومات والوفود، كما طلبت مصر بدورها تنظيم عدد من اللقاءات للرئيس مع قادة بعض الدول المشاركين بالاجتماع تجري المشاورات حاليا لتحديد جدول هذه اللقاءات، التي لم يتم الاتفاق عليها بعد ومن أبرز هذه اللقاءات القمة التي ستجمع الرئيس مع رئيس وزراء إثيوبيا لتدارس وتقييم ما تم من خطوات علي صعيد معالجة ملف سد النهضة.
ولن يتلقي السيسي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامش أعمال الجمعية العامة الذي سيقتصر حضوره “أوباما” على إقامة حفل استقبال مساء 23 سبتمبر لجميع رؤساء الوفود، يحضره القادة ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية ويلقي كلمته أمام المحفل الدولي الكبير صباح يوم 24 سبتمبر، يعود بعدها إلى واشنطن حيث جرت العادة للرؤساء الأمريكيين ألا يلتقوا أي من الرؤساء والقادة المشاركين بالنظر إلى ضخامة عددهم.
وسيلتقي الرئيس بعدد من المفكرين الأمريكيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك، حيث يستعرض معهم مجمل الأوضاع في مصر بصفة خاصة والمنطقة بصفة عامة، ورؤيته لقضية الإرهاب وسلوك الإخوان، وسبل التعامل معها وكذا لمستقبل العلاقات المصرية الأمريكية ويرد على ما يثار بشأن التقارب المصري الروسي وغيره من القضايا التي تشغل بال الأمريكيين، كما يلتقي برموز الجالية المصرية في نيويورك والولايات القريبة منها.
وسيلتقي الرئيس بالسكرتير العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حيث يستعرض معه الوضع بمنطقة الشرق الأوسط والقضايا العربية المشتعلة، وخصوصًا في ليبيا والعراق وسورية إلى جانب جهود مصر تجاه الوضع في غزة والحوار الذي ترعاه بصورة غير مباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل بغرض الدفع بالتسوية النهائية، كما يلتقي رئيس البنك الدولي، روبرت زولياك.
كما سيحضر حفل عشاء يقيمه السكرتير العام للأمم لمتحدة مساء 23 سبتمبر لعدد محدود من القادة المشاركين باجتماعات الجمعية العامة، ثم يحضر حفل الافتتاح لأعمال الجمعية العامة صباح يوم 24 سبتمبر.
كما سيلقي الرئيس بيانًا أمام قمة المناخ يوم 23 سبتمبر ثم البيان الشامل يوم 25 سبتمبر، والذي يعبر عن رؤية مصر للقضايا المعروضة أمام الجمعية العامة كما يستعرض من خلاله تطورات الأوضاع الداخلية في مصر، والأوضاع الإقليمية والدولية.
وتتركز لقاءات الرئيس السيسي مع القادة والمسئولين بالدول الذين سيلتقيهم على نجاح جهود الدولة في تحقيق الأمن والاستقرار واتخاذ الاجراءات والخطوات لتهيئة المناخ لجذب الاستثمارات، وكذا أعداد التشريعات اللازمة لتحقيق هذا الغرض.
كما يعرض الرئيس أمام قمة الجمعية العامة للمشروعات الكبرى الواعدة التي ستشهدها مصر في الفترة المقبلة وفي مقدمتها مشروع تطوير قناة السويس، وإعداده لاستقبال الاستثمارات الأجنبية في مراحل لاحقة بجانب المشروعات التي ستشهدها مناطق مختلفة في مصر، سواء في الساحل الشمالي والغربي أو بمحافظات الصعيد.
وتتركز الدورة الحالية للجمعية العامة علي التنمية وما ستتخذه المنظمة الدولية من إجراءات وخطط لدعم جهود الدول النامية في هذا المجال، من المنتظر أن تتضمن كلمة وبيان الرئيس عرض لوجهة نظر مصر حيال هذه القضية، خاصة أنها واحدة من أبرز الدول التي أسهمت في المفاوضات التي جرت بين دول الجنوب والشمال علي مدي الأشهر الماضية لصياغة جدول الأعمال والعمل على تجاوز الخلافات التي طرأت خلال هذه الجولات.
وتمثلت أبرز هذه الخلافات في سعي الدول المتقدمة لربط دعمها لعملية التنمية في الدول النامية باعتبارات وحسابات سياسية “خاصة في مجالات الاصلاحات السياسية وتكريس الحكم الديموقراطي واحترام الحريات وحقوق الإنسان”، بما يعني الإصرار على الاستمرار في تسييس قضية التنمية وهو ما ترفضه الأخيرة، وتعتبره ينطوي على تدخلات في شئونها الداخلية.
وتكتسب مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في اجتماعات الجمعية العامة اهتمامًا واسعًا من جانب العديد من قادة ورؤساء الوفود الذين يسعون إلي لقائه وسماعه حيال ما يجري في مصر والمنطقة وبعد النجاح الذي تحقق في تنفيذ خارطة الطريق والوفاء بالالتزامات المقررة بها منذ الإعلان عنها، إلى جانب الخطوات السريعة التي يقود من خلالها عملية التنمية ومواجهة المشاكل الضخمة التي ورثها عن أسلافه.
ربيع شاهين
الأهرام
نشرت هذه المقالة في الأصل هنا.