حادث الفرافرة يحيل التساؤلات تجاه القوات المسلحة لتجيب هي عليها أو حتى الأيام المقبلة فعلياً بخصوص تكثيف تواجدها في المنطقة الغربية الحدودية مع ليبيا و بخاصة بعدما ذهب المشير السيسي في زيارة خاطفة بحسب الأخبار الخاصة في هذا الشأن لتفقد الحدود و معرفة سبل تأمينها و مع من يتم التنسيق من الجانب الليبي لصالح الأمن القومي المصري، فيما رأى الخبراء العسكريون ضرورة تغيير الإستراتيجية المصرية للجيش المصري حيال تأمين حدودها بوسائل أخرى حديثة.
قال اللواء دكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم الاستراتيجية، إن الأمن المطلق غير وارد في الدنيا التي نحيا فيها، فأمريكا بكل قدراتها العسكرية و الاستخباراتية و الأمنية تستهدفها التنظيمات المسلحة و الإرهابية من مختلف الدول و في مختلف قواعدها على مستوى العالمو خير مثال ما حدث في 11 سبتمبر.
وأضاف فؤاد في تصريحات خاصة لـ”مصر العربية” إن أعداء مصر كثر و كل منهم يحاول اختراق أمنها القومي و الدولة تعيش الأن فترة من عدم الإستقرار السياسي و الأمني في محاولة من تلك الجهات العدائية تشتيت جهود القوات المسلحة لعدم تمكنها من القيام بواجبها نحو تأمين البلاد و العباد.
و أشار إلى أن حادث الفرافرة الذي راح ضحيته 22 جندياً من قوات حرس الحدود و أصيب 6 أخرون أمس، لم يحدث على الحدود الغربية و إنما في عمق الصحراء الغربية، مشيراً إلى أن الحل الأمني فقط لن يؤتي ثماره و من الضروري إيجاد حلول و وسائل تأمين أخرى و القوات المسلحة قادرة على ذلك و ليها التقنيات و لكن ثمة خلل و لا ننكر ذلك و علينا جبره و تجاوزه و ضبط الجناة بسرعة و القصاص للشهداء من رجال الجيش و الشرطة اللذان هما درع الأمة.
واستبعد فؤاد أن يتحول ثقل الجيش المصري في هذه الفترة من الجهة الشرقية المتاخمة للحدود الإسرائيلية إلى الحدود الغربية المتاخمة لدولة ليبيا الشقيقة، لافتاً إلى أن الحدود مع ليبيا مؤمنة تماماً و لكن هناك مسارب تساعد على اختراق الحدود عن طريق التسلل و تهريب الأسلحة من خلال هذه المسارب و لذا يجب التنسيق مع الليبيين لتفادي الخطر القادم من الجهة الغربية المجاورة لمصر عن طريق ليبيا مؤكداً أن مصر تفكر دوماً كيف تؤمن حدودها ومنع التراخي لتفويت الفرصة على أعدائها.
و شدد أن احتضان الإعلام المصري للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر كان من قبيل أن حفتراً سوف يجمع الفرقاء من الشعب الليبي و القوات المسلحة الليبية تحت لواء جيش واحد قوي و لكن ذلك لم يحدث لتجذر النعرات القبلية و العشائرية على حد قوله.
و تابع:”مصر تنسق مع كل المجموعات الليبية سواء الرسمية أوغير الرسمية من أجل ضمان السلامة و الأمن لحدودها و شعبها داخل مصر من خطر التهريب للسلاح الليبي و داخل ليبيا كمصريين عاملين هناك في حماية الدولة الليبية، وليس لمصر مصلحة مع هذا أو ذاك سوى تأمين حدودها و مواطنيها على حد قوله.
و في سياق متصل،قال اللواء دكتور محمد قدري السعيد الخبير العسكري و الإستراتيجي، إن ما حدث يعد من قبيل الإيديولوجية الدينية غير السليمة لبعض من الإرهابيين الذين يريدون إعادة البلاد إلى عقود من التناحر بدعوى التدين و الإسلام منهم براء على حد قوله.
و أضاف السعيد لـ”مصر العربية” أن الجيش ينبغي عليه التكثيف في تأمين المناطق الحدودية على كافة المستويات و إعادة تدريب القوات بشكل أكثر حداثة وألا يسمح باختراق الأمن القومي المصري
و علل ما حدث بأنها حرب باقية بعض الوقت بسبب حركات التطرف التي تريد السيطرة على دفة الحكم في البلاد و فعلت في الفرافرة ما فعلت و ستفعل في أماكن أخرى لتشتيت جهود القوات المسلحة لإيقاف عجلة التنمية و زعزعة الإستقرار المصري.
خالد كامل
مصر العربية
.نُشرت هذه المقالة في الأصل هنا