أكد عدد من الخبراء ورجال الدين والمدنيين للشرفة أن الرأي العام المصري ينظر إلى الوضع فيالعراق بقلق لأنه يربط بين ممارسات ما يعرف بتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) في العراق، وما تفعله التنظيمات الناشطة في سيناء .
وقال المستشار الإعلامي لمفتي الديار المصرية الشيخ إبراهيم نجم للشرفة، “إن المصريين لديهم رغبة قوية في حماية الشباب العربي من الفكر المتطرف لأن التنظيمات المسلحة مثل داعش والقاعدة قامت بتضليل الكثير منهم”.
وأضاف للشرفة أن هذه الجماعات تعتنق فكرا “بعيدا تماما عن الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة، والتي تحرّم تدمير البلاد وسفك دم النفس البشرية”.
وأكد أن على وسائل الإعلام والمؤسسات الدينية في جميع الدول العربية توعية الشباب والرأي العام بأن داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة قد “ضلوا طريق” الإسلام عبر تفسيرهم الخاطئ للشريعة، وانجرفوا في فهمهم المغلوط للآيات القرآنية والأحاديث النبوية”.
وقال إنه فضلا عن ذلك، فقد “أصدروا فتاوى شاذة تبرر استباحة الدماء وتدمير البلاد التي ظهروا فيها وتقسيمها”.
حماية مصر من التطرف
من جانبه، لفت الباحث المتخصص في مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي، أحمد عليبة، إلى أن المصريين يرون أن ما يحدث في العراق كابوسا قد يتكرر في بلادههم في حال فشلت العملية السياسية أو فشلت الحكومة في احتواء هذه الجماعات.
وأضاف أن استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا قبل انتخابات الرئاسة أظهرت أن الرأي العام المصري يعي أن على الحكومة إلقاء كل ثقلها في حل المشاكل الاقتصادية وخلق فرص عمل للشباب حتى لا يقعوا فريسة محاولات الجماعات المتطرفة تجنيدهم.
وأكد عليبة على ضرورة عدم إبقاء الشباب على هامش المجتمع يتابعون ما يحدث في بلادهم دون أي دور، لأن وضعا كهذا يخلق بيئة خصبة لتجنيد مزيد من العناصر في الجماعات الإرهابية.
وفي الشارع، يرى العديد من المصريين أن أعمال داعش في العراق تمثل خطورة على المنطقة كلها.
وفي هذا الإطار، قال الموظف في أحد البنوك الخاصة إيهاب أحمد، 28 عاما، إنه يخشى أن يؤديتفشي الإرهاب إلى انتكاسة أخرى في اقتصاد المنطقة بسبب خشية المستثمرين من ضخ أموالهم في السوق.
وأضاف للشرفة، “إذا لم يتم القضاء على داعش في العراق وسوريا” قد تظهر لاحقا في بلدان أخرى.
وأكد أحمد أنه “يجب إغلاق جميع الأبواب في وجه الجماعات الإرهابية وحل مشاكل الشباب في الدول العربية […] وبذلك لن تجد هذه التنظيمات أي مؤيد لها”.
بدوره، يرى عبد الحميد إبراهيم وهو ضابط شرطة متقاعد، 62 عاما، أن داعش “لا تختلف عن أي تنظيم إرهابي في أي دولة عربية أخرى، لأن جميعهم يريدون هدم الدولة ونشر التطرف والعنف”.
وأردف قائلا، “إن وجود هذا التنظيم خطر على الجميع حتى وإن كان في الوقت الحالي في سوريا والعراق فقط، ويجب على الجميع التكاتف والقضاء عليه قبل أن ينتشر مثل السرطان”.
الجهل يزيد انتشار التطرف
وذكر إبراهيم أن الفقر وانتشار الأمية والجهل بالإسلام الصحيح أهم أسباب تمدد التنظيمات المتطرفة في البلاد العربية، “ولذلك يجب أن تقوم المؤسسات الدينية بتوعية الشباب طيلة الوقت حول خطورة الانضمام لهذه التنظيمات، وأن العمل معهم يضر الإسلام ويشوه صورته”.
أما إيمان محمد، 44 عاما وموظفة حكومية، فقالت للشرفة إنها قلقة للغاية من وصول جماعات كداعش إلى مصر خاصة في ظل الأوضاع الأمنية الراهنة.
وأضافت، “مللنا من تكرار قصة الجماعات الإرهابية، ولا أحد يعرف ما الذي يريدونه، وهم غير قادرين أن يفهموا أنهم لا يعرفون شيئا عن الإسلام الذين يدعون أنهم يدافعون عنه”.
وقالت محمد إنها في كل مرة تشاهد فيها أي فيديو لداعش تشعر “أننا رجعنا مئات السنين إلى الوراء، إلى عصور الجاهلية وما قبل الميلاد”.
محمد محمود
الشرفة
.نُشرت هذه المقالة في الأصل هنا