القاهرة – رويترز: لوح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الثلاثاء بإجراءات تقشفية لخفض عجز موازنة السنة المالية 2014-2015 من أجل السيطرة على الدين العام.
وقال مصدر في وزارة المالية أن الوزارة تدرس بالفعل خفض العجز المستهدف في موازنة السنة المالية الجديدة من خلال اجراءات تشمل خفض دعم الطاقة وزيادة حصيلة الضرائب.
وتتضمن خطة الموازنة التي كشفت الحكومة عن ملامحها في مايو/أيار بالفعل خفضا كبيرا في دعم المواد البترولية، مع نمو إقتصادي مستهدف بنسبة 3.2 في المئة، وعجز كلي متوقع بنسبة 12 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وقال السيسي في كلمة بمناسبة حفل تخرج دفعة جديدة في الكلية الحربية أمس «كان هناك أمس نقاش مع السيد رئيس الوزراء ووزير المالية ووزير التخطيط ونخبة من الوزراء حول موازنة عام 2014-2015 .. أنا قلت لا أستطيع الموافقة عليها.. وجدت عجز الموازنة يزيد.. قلت نراجع الموازنة لأنني لا أستطيع تحمل الموافقة عليها بهذا العجز …(الذي) يعني وصول الدين العام للبلاد إلى أكثر من تريليوني جنيه.»
وقال مصدر مسؤول في وزارة المالية في اتصال هاتفي أمس مشترطا عدم نشر اسمه «نعم نقوم بتعديلات في الموازنة لتخفيض العجز إلى 10.5 في المئة من خلال خفض دعم الطاقة وزيادة الإيرادات الضريبية.»
ورفض الخوض في أي تفاصيل حول الإيرادات الضريبية المتوقعة أو خطط خفض دعم الطاقة.
وخفضت الحكومة في الموازنة الجديدة التي ستخضع الآن للمراجعة دعم المواد البترولية ليصل إلى نحو 104 مليارات جنيه في 2014-2015، مقارنة مع 134.294 مليار جنيه بنهاية يونيو حزيران 2014.
وقال السيسي أمس «هناك إجراءات يجب إتخاذها ويجب ان نضغط على أنفنسنا قليلا».
ولم يكشف عن هذه الاجراءات. لكنه أكد على ضرورة وجود «تضحيات حقيقية» من المصريين داخل البلاد وخارجها.
وقال «هل نقدر أن نجد مساهمة من المصريين في الداخل والخارج؟اللي قادر بدون ضغط وبدون حرج. أنا بأحصل على مرتب الحد الأقصي وهو مبلغ 42 ألف.. لن آخذ نصفه. وسأتنازل عن نصف ممتلكاتي من أجل مصر.»
وتتضمن الموازنة الجديدة زيادة الإيرادات الضريبية من خلال فرض ضريبة مؤقتة لمدة ثلاثة سنوات على دخل الأثرياء والشركات الذين يزيد دخلهم السنوي عن مليون جنيه، بالإضافة لفرض ضريبة على الأرباح الرأسمالية في البورصة وعلى التوزيعات النقدية بمقدار عشرة في المئة.
وتسعى مصر لإصلاح منظومة الدعم من خلال تدشين نظام للبطاقات الذكية لمراقبة الإستهلاك في محطات الوقود، ومنافذ بيع الخبز المدعوم، بجانب تحريك أسعار الوقود والكهرباء.
وشدد السيسي على خطورة تفاقم الدين العام قائلا «أنا عايز أخلي بالي من ولادي الجايين ونسيب (نترك) لهم حاجة كويسة.. كده مش هنسيب لهم حاجة.. لو فضل الدين يتزايد بالشكل ده مش هنسيب حاجة كويسة.»
على صعيد آخر قال محافظ البنك المركزي المصري هشام رامز أمس ان مصرفه فتح حسابا جديدا باسم «صندوق تحيا مصر» لتلقي تبرعات لدعم الإقتصاد المصري. وأضاف رامز في تصريحات للموقع الإلكتروني لجريدة «اليوم السابع» المحلية «رقم الحساب 037037 لتلقى التبرعات النقدية بكافة البنوك المصرية.. لدعم الإقتصاد المصري.»
و»تحيا مصر» هو الشعار الخاص بالحملة الإنتخابية للرئيس عبد الفتاح السيسي في مايو/أيار قبل توليه حكم أكبر بلد عربي من حيث تعداد السكان.
ويشير رقم الحساب إلى اليوم الذي أعلن فيه السيسي عزل الرئيس السابق محمد مرسي وهو الثالث من يوليو/تموز 2013 .
القدس العربي
.نُشرت هذه المقالة في الأصل هنا