السبت , 3 يونيو 2023
الرئيسية / Normal / شواهد في سيناء تؤكد صلة أنصار بيت المقدس بتنظيم الدولة الإسلامية

شواهد في سيناء تؤكد صلة أنصار بيت المقدس بتنظيم الدولة الإسلامية

رفح، مصر – بات خطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، يلقى بظلاله على شبة جزيرة سيناء المصرية، بعد فرض التنظيم قوته على الأرض في العراق، لتكون سيناء بيئة خصبة وملائمة لامتداد التنظيم، خاصة مع وجود عناصر من جماعات جهادية ثبت انتمائها لتنظيم داعش وهو ما يثير حالة من القلق بين أهالي سيناء. “قد تتحول سيناء إلى عراق مصر قريبا” بهذه الكلمات بدأ شيخ أحدى عشائر قرية المهدية، التي…

“قد تتحول سيناء إلى عراق مصر قريبا” بهذه الكلمات بدأ شيخ أحدى عشائر قرية المهدية، التي تلامس حدودها الكيان الإسرائيلي مباشرة، حديثه إلى “المونيتور”، قاصدا فقدان السلطات المصرية، السيطرة على شبه الجزيرة المصرية، وتحولها إلى ملعبا للتنظيمات الإرهابية المتطرفة، على حد تعبيره.

الشيخ الستيني، الذي فضل عدم ذكر اسمه، خوفا من الملاحقات الأمنية أو الإرهابية، على حد وصفه، يرى ان مصر وجارتها إسرائيل لن يجدا من سيناء إلا جحيم غير متوقع، قائلا “السلطات المصرية والإسرائيلية، يعملا سويا الآن وفق خطة إبادة الحياة في سيناء، تحت مسمى الحرب على الإرهاب، التي تطول عدد أكبر من الأبرياء، متصورين ان اتفاقياتهم بهذا الواقع المخيف، ستجعل المنطقة بقعة سلام مشتركة بينهم”.

ويرى الشيخ ان السلام لن يتحقق في سيناء مستقبلا على ظهر أبناء المنطقة. ويضيف” في كل مرة يتعرض الإنسان في سيناء للظلم والفقر والتجويع، فمن الطبيعي ان تنشأ تنظيمات متطرفة مثل تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، الذي يستغل المظلومين للانضمام اليهم والانتقام من الدولة والجيش، كما يحدث الآن”.

ويضيف الشيخ” أستطيع أن أوكد بان ماحدث في العراق من سيطرة تنظيم داعش على مناطق مختلفة من دولة العراق، قد يتكرر في سيناء في الأيام القادمة، فالبيئة هنا مشابه تماما للعراق..فالمالكي يهمش السنة ويظلمهم، الأمر الذي جعل السنة يدعمون داعش بدعوى الانتقام..وفي سيناء الدولة تعتاد على ظلمنا بقسوة وتهميشنا، ويوجد تنظيم أرهابي على صلة وطيدة بداعش، تحت اسم أنصار بيت المقدس”.

وبالرغم من تأكيد الشيخ على دعم تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق “داعش”، لتنظيم أنصار بيت المقدس الذي يخوض هجماته المستمرة منذ عشرة أشهر وحتى الآن ضد قوات الجيش والشرطة المصرية في سيناء، وفقا لمعلومات استشفها من بعض الشباب المقاتلين مع بيت المقدس، على حد تأكيده، إلا ان “المونيتور” تحدثت إلى المزيد من المصادر المختلفة في سيناء لكشف المزيد من الحقائق حول ذلك.

يقول أبو مصعب الإرميلي، من أبناء قبيلة الارميلات واحدة من أكبر القبائل بسيناء، في حديث إلى “المونيتور” “هناك ثلاثة شباب في العشرينات من عمرهم، من أبناء قبيلتي يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وأحدهم أصيب في اشتباكات نشبت بينهم وبين جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة”.

وحول انتماء اقاربه، يضيف الإرميلي ” قبل سفرهم إلى سوريا كانوا في صفوف أنصار بيت المقدس في سيناء وهم يعتنقون عقيدة السلفية الجهادية المتشددة، وقد سافر أحدهم عبر الحدود (المصرية-الإسرائيلية) بوسط سيناء، ومن ثم إلى سوريا بواسطة تجار المخدرات، والآخرين سافروا عن طريق التهريب إلى الأردن “.

ويضيف الإرميلي ” يقول أقاربي أنهم ذهبوا إلى سوريا للجهاد في سبيل الله والعيش في دولة إسلامية تطبق شرع الله، وتحدث الينا أحدهم مؤخرا وقال ان سيعود قريبا إلى سيناء عندما ينتصر جنود الله في تطهيرها من الطاغوت الذي يحمي الإسرائيلين ويحرم الجهاد (قاصدا الجيش المصري)، مؤكدا لهم ان سيناء ستكون تابعة للخلافة الإسلامية قريبا، بنصر من عند الله على يد جنود أنصار بيت المقدس”.

وفي هذا الصدد، رصدت “الموينتور” تشديد قوات الأمن من الجيش والشرطة، الإجراءات الأمنية على الحدود ومداخل ومخارج شبة جزيرة سيناء، ويقول ضابط في مديرية أمن شمال سيناء، رفض ذكر اسمه، في حديث إلى “المونيتور” لدينا تعليمات واضحة ومشددة من القاهرة بتشديد الإجراءات إلى أقصى درجة وخاصة بعد ان افادت معلومات أمنية، بنية عودة بعض الإرهابيين من سوريا إلى سيناء”.

ويضيف الضابط، “هناك العشرات من المجموعات التكفيرية والإرهابية قد سافرت إلى سوريا، للتدرب على فنون القتال وتنفيذ العمليات الإرهابية وخاصة المفخخة والتفجير عن بعد، وذلك لتنفيذ بعض المخططات الواهمة بتحويل سيناء إلى امارة إسلامية..ونجحت بالفعل قوات الأمن الفترة الماضية بالقبض على بعض العناصر التي باتت تحمل الخبرة، فور محاولتها العودة إلى مصر”.

ويقول المنيعي، من أبناء قبيلة السواركة واحدة من أكبر القبائل بسيناء، في حديث إلى “المونيتور” “تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء، يتبع داعش..لانه نشأ من فلول من تبقى من جماعة التوحيد والجهاد فرع سيناء، المسؤلين عن تنفيذ العمليات الإرهابية الدموية في طابا سيناء 2004، والجميع يعرف ان ذلك التنظيم الذي نشأ في العراق وخرج من عباءة القاعدة ورفض مبايعة الظواهري بعد مقتل بن لادن بقيادة أبوبكر البغدادي”.

ويؤكد المنيعي، وفقاً لمصادر يستمدها من بعض عناصر التنظيم في سيناء، حصول بيت المقدس على مبالغ مالية، من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، مقابل الاستمرار في تنفيذ العمليات ضد الجيش المصري. ويضيف “وفقا لمعلومات لدي..ان بيت المقدس تحصل على الدعم المالي من عدة منظمات عالمية وربما متناقضة مثل القاعدة وداعش في ذات التوقيت وكذلك أجهزة استخباراتية خارجية”.

وفي اوآخر شهر أغسطس 2013، ألقت قوات الشرطة بشمال سيناء القبض على أحدى العناصر تقول انه تابع لتنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء ويدعى عادل حبارة، حيث وجهت اليه تهم تنفيذ مجزرة رفح الثانية التي قتل فيها 25 جندي من قوات الأمن المركزي.

وواجهت المحكمة المتهم بعدة مكالمات هاتفية له مع شخص ينتمي للتنظيم داعش في سوريا، ويعده بتحويل مبلغ 10 الآف دولار لتنفيذه عمليات في سيناء ومبايعة أبوبكر البغدادي، وقوبل ذلك من حبارة بالموافقة.وسربت قوات الأمن هذه المكالمات لاحقا إلى برنامج الصندوق الأسود الذي يذاع على فضائية القاهرة والناس.

أما على موقع الدولة الإسلامية في العراق والشام، على الانترنت، فبعث التنظيم برسائل إلى ما وصفوه “مجاهدي سيناء الأشاوس”، وحث التنظيم المقاتلين في سيناء على الاستمرار في قتال الجيش المصري لاقامة الدولة الإسلامية في سيناء، في ذات التوقيت الذي يهاجم فيه داعش، تنظيم القاعدة، لعدم قتالها الجيش المصري.

وجائت الرسالة كالآتي “اثبتوا على دين الله عزوجل، واعلموا انكم على حق، واياكم ان تهنوا مهما تكالب عليكم الناس، ومهما خالفكم المخالفون، ومعكم اخوانكم بقلوبنا وبرجالنا وبما نستطيع ان نمدكم به، نتعاون نحن وانتم على اقامة دين الله، فنحن وانتم واحد بان ذلله، نتعاون لاقامة الدين وولله لن يفرق بيننا وبينكم حدود، ولن يفرق بيننا وبينكم جنسيات، فنحن معكم قلبا وقالبا بقلبونا واعمالنا واموالنا”.

وفي قرى المناطق الحدودية التابعة لمدينتي الشيخ زويد ورفح، التي تشهد تواجد المسلحين، يقول الأهالي انهم شاهدوا اعلام داعش السوداء مع المقاتلين، وكذلك كلمة الدولة الإسلامية، ولكن لم يشاهدوا كلمتي العراق والشام، على حد تأكيدهم.

ويقول أبوعليان، من أبناء قرية الجورة الحدودية، جنوب الشيخ زويد، في حديث “إلى المونيتور ” ” لا فرق بين أنصار بيت المقدس وداعش، فهم ينفذون عملياتهم بذات الآلية الوحشية، وخاصة في تصفية واعدام الجنود وشيوخ القبائل الذين دعموا الجيش، في شوارع سيناء أمام العلن، ولمن يشكك في ذلك فعليه مشاهدة فيديوهاتهم الدموية على الانترنت في سيناء مصر أو العراق”.

وبعيدا عن اعلان أنصار بيت المقدس ولائها من عدمه للدولة الإسلامية في العراق والشام، تبقى المخاوف الدائرة في مخيلة أبناء سيناء، متمثلة في تحول شبه الجزيرة المصرية، إلى كابوسا يهدد المنطقة ذات الأهمية الجغرافية، وخاصة عندما يتحد كل من متشددي قطاع غزة وسيناء، في بناء حلم خلافتهم الدينية.

مراسل المونيتور في سيناء

 المونيتو

 نُشرت هذه المقالة في الأصل هنا.