السبت , 30 سبتمبر 2023
الرئيسية / Normal / نادر بكار لـ”المونيتور”: حزب النور قلق من تقييد الحريات في مصر

نادر بكار لـ”المونيتور”: حزب النور قلق من تقييد الحريات في مصر

مع العداء الشديد الذي تشهده مصر بين السلطة الحالية وبين غالبيّة المنتمين إلى التيار الإسلامي، خرج حزب النور من سرب الأحزاب الإسلاميّة ليعلن تأييده لخارطة الطريق ودعمه للمرشّح عبد الفتاح السيسي الذي أصبح رئيساً لمصر.

وقد أجرى “المونيتور” مقابلة مع مساعد رئيس حزب النور نادر بكار، للاطلاع على موقف الحزب من الأحداث التي تشهدها مصر في هذه المرحلة وعلى الخطط المستقبليّة للحزب في المرحلة المقبلة.

المونيتور: في البداية، لا بدّ من السؤال لماذا دعم حزب النور المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسيّة الاخيرة، ولم يستجب إلى دعوات المقاطعة التي أطلقتها التيارات الإسلاميّة الأخرى؟

نادر بكار: أولاً، نحن كحزب لسنا مقتنعين بجدوى المقاطعة لأنها خيار ضعيف وغير مؤثّر. وطالما أننا اخترنا أن نكون من ضمن المشهد السياسي المصري بعد 30 حزيران/يونيو 2013،  فعلينا تحمل مسؤوليّة وجودنا على الساحة السياسيّة وتبعاته.

من ثم، ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسيّة لم يترشّح سوى اثنَين، المشير عبد الفتاح السيسي والسيّد حمدين صباحي. ولم يكن لدينا خيار آخر سوى دعم أحدهما. ولذلك وضعنا معايير قبل الالتقاء بكا واحد منهما، وعلى أساسها كنا سنختار مرشحنا للرئاسة.

وبعد الجلوس مع السيسي وصباحي والحديث معهما حول خطة كل منهما للخروج بالبلاد من هذه الأزمة وكذلك بعد التشاور مع أعضاء الحزب، قررنا دعم المرشّح عبد الفتاح السيسي لما له من خبرة في التعامل مع مؤسسات الدولة. فنحن لم نكن نريد رئيساً يصطدم بأجهزة الدولة مرة أخرى.

المونيتور: كيف يستطيع حزب النور استعادة دعم الناخبين الإسلاميّين له، بخاصة بعد أن أظهر التصويت في الانتخابات الأخيرة انخفاضاً كبيراً في شعبيّة الحزب وفي المقابل ارتفاعاً في نسبة المؤيّدين لجماعة الإخوان المسلمين؟

بكار: هذا الحديث تكرّر كثيراً. وأقول إن شعبيّة الحزب لم تنخفض، وإن كان البعض يرى أنه خسر جزءاً من أصوات الإسلاميّين. فهو في الوقت نفسه كسب قطاعاً كبيراً من أصوات غير المؤدلجين، أي المصريّين الذين لا ينتمون لفكر سياسي معيّن.

المونيتور: الانتخابات البرلمانيّة على الأبواب، كيف يستعدّ حزب النور لها؟ وهل من الممكن أن نرى تحالفات بينه وبين والأحزاب العلمانيّة في مصر؟

بكار: استعداد الحزب للانتخابات البرلمانيّة قائم على ثلاث ركائز:

أولاً، البرنامج الانتخابي الذي نحضّر له حالياً. وهو برنامج واقعي قائم على بيانات صحيحة تتّفق ورؤية الدولة المصريّة.

ثانياً، الحملة الانتخابيّة التي من خلالها يتمّ تنفيذ البرنامج الانتخابي. ولدينا الآن حملة مركزيّة تضع خطة الحزب لدعم مرشحيه في الانتخابات.

ثالثاً، المجمع الانتخابي. وبدأنا إجراءات تشكيله الأربعاء الماضي [في الرابع من حزيران/يونيو الجاري]، وهو من يختار ممثلي حزب النور في البرلمان في كل محافظة. وسيحدّد المجمع مرشّحي الحزب من الأقباط والنساء في الانتخابات المقبلة.

وفيما يتعلق بالتحالفات الانتخابيّة، لا مانع لدينا من فتح باب الاتصال مع الأحزاب السياسيّة البارزة وكذلك فتح باب التحالفات، لكن من خلال شروط ومعايير الحزب. وحتى الآن، ليس لدينا مقترحات بتحالفات بين أحزاب معيّنة. وما تردّد عن تحالف “النور” مع حزبَي “التجمع” اليساري أو “المؤتمر” الليبرالي، غير صحيح بالمرّة.

المونيتور: هل وعد عبد الفتاح السيسي حزب النور بالمشاركة في الحكومة الجديدة كمكافأة على دعم النور له كمرشّح رئاسي؟ وإن كانت ثمّة وعود بالفعل، ما هي الوزارات التي عرضت عليه؟

بكار: الحزب لم يتلقَّ أي وعود من المشير عبد الفتاح السيسي للمشاركة في الحكومة، والمشير قال بنفسه إنه لا يحمل فواتير سياسيّة لأحد. وأنا أرى أن حكومة المهندس إبراهيم محلب تمتاز بالآداء الجيّد الذي تفوّق على الحكومات السابقة، وأتمنى أن تستمرّ في أداء مهامها حتى بعد انتخاب السيسي رئيساً.

المونيتور: انخفاض أعداد المشاركين في عملية التصويت في الانتخابات الرئاسيّة فسّره البعض أنه نهاية للشعبيّة الكاسحة للسيسي. هل توافقون على ذلك؟  وكيف يمكن لحزب النور الاستفادة من انخفاض شعبيّة الرئيس الجديد؟

بكار: أدرك تماماً أن ثمّة رابطاً بين الأمرَين، ولا أريد التحدث في ذلك لأننا الآن أمام رئيس منتخب لأربع سنوات مقبلة، ونحن كحزب نركّز على العمل وليس على شعبيّة الرئيس، ونحضّر للانتخابات البرلمانيّة ونطمح أن يكون تمثيل الأحزاب في داخل البرلمان كبيراً.

المونيتور: كيف لحزب النور أن يعمل في ظل بيئة سياسيّة تحظّر إنشاء الأحزاب على أساس ديني؟ وهل ما زلتم تعتبرون أنفسكم حزباً معبّراً عن السلفيّين؟ وكيف لكم الترويج لأنفسكم كمشروع إسلامي في ظل هذه الظروف؟

بكار: للأسف، تضرّرنا كثيراً من الصورة السلبيّة التي انطبعت في أذهان المصريّين عن التيار الإسلامي، والتي نتجت عن أخطاء العام الماضي بأكمله. وهذه الصورة سوف تؤثر على حزب النور في الانتخابات البرلمانيّة. لكنني أعود وأقول إن الحزب يركّز على المستقبل البعيد وليس على السنوات الأربع المقبلة فقط.

وفي ما يتعلق بطبيعة الحزب، نحن لسنا حزباً للسلفيّين إنما نحن حزب سياسي ذو مرجعيّة شرعيّة. وعضويته غير مقتصرة على السلفيّين فقط. فكل من يقبل فكر الحزب ومنهجه، يستطيع الانضمام إليه.

المونيتور: حالة عدم الاستقرار في مصر ما زالت مستمرة، مع تسجيل أعمال عنف على الحدود الغربيّة وكذلك في شبه جزيرة سيناء، بخاصة مع الجماعات السلفيّة الجهاديّة. ما الدور الذي قد يلعبه حزب النور بين تلك الجماعات والسلطة في مصر؟ وهل أنتم كحزب على تواصل مع إحدى تلك الجماعات المسلحة؟ وهل بإمكانكم التفاوض معها بشكل من الأشكال؟

بكار: لا يوجد تواصل أبداً بين النور وبين أي جماعات مسلحة على الحدود المصريّة. لكننا على استعداد كحزب للتنسيق مع أجهزة الدولة للقيام بدور من خلال دعوة هذه الجماعات إلى المراجعة الفكريّة، لأن الفكر يواجه بالفكر إلى جانب المواجهة الامنيّة. يضاف إلى ذلك أن عدداً كبيراً من البؤر الإرهابيّة تنتمي إلى مناطق مهمّشة وفقيرة، ولذلك نحتاج إلى أن نلعب دور المصحّح لهذه الأفكار الهدامة بالتوازي مع مؤسسة الأزهر.

المونيتور: تعرّضت صورة مصر في الخارج لضربة كبيرة بخاصة مع وجود انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان والتي تتضمّن الآلاف من المعتقلين السياسيّين في السجون. هل يخشى حزب النور من أن يكون هدفاً للسلطة في المرحلة المقبلة؟

بكار: أعترض على مقولة أن الحزب قد يكون هدفاً للسلطة. ولدينا اعتراضات على بعض سياسات السلطة الحاليّة، ومن بينها قانون التظاهر وتوسيع دائرة المشتبه بهم أمنياً. وعلى الرغم من علمنا بأن الظروف الأمنيّة في مصر غير مستقرّة، إلا أننا ننظر بقلق كبير إلى تقييد الحريات، لأن تحقيق الأمن لا يعني القمع أو القهر.

أنس حامد

المونيتور

 نُشرت هذه المقالة في الأصل هنا.